الحراك العربي الجيوسياسي بين الثابث والمتغير -الجزء1-

ثورة الثورة التونسية ويكيبيديا

  لن يستقيم القول في اعتقادي- في علم السياسة نظريا وفي طلب السلطان تمرسا عن الثوابث و المتغيرات، لاننا أولا داخل منطقة زئبقية حربائية خاضعة لمنطق المتغير الثابث والثابث المتغير – قد يتغير كل شيء من اجل الا يتغير أي شيء- ثانيا القراءة للممارسة السياسية اليوم في المنطقة العربية لا نستطيع ان تقدم احتمالات نظرية او تنبؤات لأجواء الطقس المرتقبة في سماء الشعوب العربية( من كان يتوقع جمالية ثورة تونس ونموذجية مصرو تراجيديا القدافي و ماساوية سوريا متى ستتوقف…)، فالسحابة حبلى قد تمطر غيثا وقد تصب ويلا وقد تمر السحابة الى افق اخر ويؤجل الربيع .

انها لعبة استعراض العضلات بين الحكام والشعوب او لنقل لعبة الظهور والاختفاء كمخاض لميلاد شيء جديد قد نسميه ديمقراطية او ما يشبهها او قد يكون كائنا عجائبيا من يدري انها لعبة السياسة ومنطق تقدم التاريخ لاثابث فيه ولا متغير بل جدلية في ديمومة

  والحراك العربي اليوم، قد طرح ولا زال يطرح العديد و العديد من الأسئلة، هل هو حراك ذاتي أم هناك محرك خفي وراء ما عرفته بعض المجتمعات العربية والمغاربية؟

لا أحد يستطيع أن ينكر  التغيرات التي أحدتثها هذا الحراك السوسيو سياسي في جل الدول الثائرة، والتي وصلتها شرارات الثورة كذلك، فمن كان يستطيع أن يصيح بحنجرته قائلا ” نريد إسقاط النظام ” إلا بعد أن تحركت الشعوب شعبا تلوى الآخر …

  إن هذه التحولات التي تظهر جليا على مستوى الحريات والحقوق …, تخفي في طياتها ثابتا ظل قائما قبل وبعد الحراكات المتكررة، فقد نرى في مختلف وسائل الإعلام ، أن هاته الدول الثائرة مقبلة على عهد جديد لم يسبق لها أن رأت مثله، عهد سيحيى فيه أفراد المجتمع في نعيم وسلام…، لكن واقع الحال يرينا مرارة ما يحدث و يزكي زيف ما نقلته وسائل الإعلام، فهذا الحراك لم يغير شيئا يذكر، عدى الأشخاص وبنود الدساتير …،هذا بالنسبة للدول التي شرعت في محاولة تحقيق مطالب ثورتها وانتهى بها المطاف لمجازر بشرية بشعة، أما الأخرى التي تستعد لتخطو خطوتها ، فقد تفاجئنا إن هي غيرت مجرى الأمور وحققت ما يطمح الشعب إلى إحقاقه ،  وقد تزيد تشاؤمنا إن هي سارت على خطى سابقاتها .

  إن هاته التغيرات وكما سبق أن أشرنا , لا محالة تسير بالعالم العربي لوجهة معينة ، فمن جهة نظن أنا العالم العربي سيتربع على كرسي الدول الديموقراطية ، ويتبوء منزلة حسنة ليفرض نفسه بين الدول العظمى ، ومن جهة أخرى نراه تابثا مكانه لا يتحرك.

ومادام العالم العربي تابعا سياسيا واقتصاديا …  فإنه لا محالة لن ولم يخطو خطوات جريئة للأمام ،بل سيوهمنا حكامه بأنه سائر في طريق التقدم لكنه في حقيقة الأمر أشبه ما يكون بمياه راكدة لا تتحرك أبدا.ويحق لنا أن نتساءل إلى متى سيظل العالم العربي جامدا لا يتحرك إلا للهاوية ؟ وإلى متى  سيحكم القدر على المواطن العربي بالشقاء داخل بلده ؟ وهل سيحقق العالم العربي يوما نهضته المنشودة؟

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *