الحراك العربي الجيوسياسي بين الثابث والمتغير -الجزء2-

ثورة الثورة التونسية ويكيبيديا

يصعب أن نتكهن مصير ووجهة العالم العربي بعد سلسلة الوقائع الدامية التي شهدها ومازال , ومن الصعب أيضا ان نقدم احتمالات نظرية او تنبؤات لاجواء الطقس المرتقبة في سماء الشعوب العربية…

إن العالم العربي يشكل حالة استثنائية في العالم ككل، يحدثنا التاريخ عن شعوب كثيرة أحدتث بفضل حراكاتها نهضة كبيرة خولت لها أن تدخل قائمة الديموقراطيات العريقة ،وسيجل التاريخ من جهة أخرى المجازر التي ارتكبت في شعوب العوالم العربية باسم الحرية والديموقراطية ورفع الحيف والظلم،إن العالم العربي اليوم أصبح أضحكوة العالم الغربي، ومسرحية درامية لا تنتهي فصولها، لم تستفد الشعوب العربية مما وقع، بقدرما استفادت جهات خفية تواصل تنفيذ مخططاتها الإمبريالية…

وبالعودة لكتاب “صدمة الثورات العربية” ، الذي انطلق من مقولة “إذا استطاع الشباب إسقاط الديكتاتوريات والوزارات وتغيير حكومات فإنهم لم يغيروا لا المجتمع ولا العقليات ، والسبب وراء عدم اكتمال التغيير حسب مؤلف الكتاب، هو أن هذا الحراك هو حراك دون إديولوجيات ودون قائد، ومارأيناه لا يعدو أن يكون غير إديولوجيات غضب .

إن التوترات الشرق أوسطية اليوم، والإضطرابات التي تعرفها شمال إفريقيا والمطبوعة بالإحتقان السياسي ، لتؤكد النية المبيتة للإمبريالية الغربية، وسعيها الحثيث لبناء شرق أوسط جديد، وعالم عربي بمواصفات غربية، يستجيب لمتطلعات الدول العظمى ويخدم مصالحها ولو على حساب حياة الشعوب …، بشاعة ما يحدث في العالم العربي لتأكيد صريح على خيانة الحكام  لأوطانهم وشعوبهم، وتحالفهم مع المستعمر الجديد …

الثابث إذن في الحراك السوسيو سياسي العربي هو الفقر والتهميش والإقصاء، واستفحال الأزمات، والمتحول هو ازدياد الخسارة الإقتصادية والبشرية  في الدول التي عرفت حراكات بين الوهم والحقيقة.

قد كان العالم العربي قبل الحراك يسير ببطء نحو الأسوء، لكن  ما يسمى بالربيع العربي عجل من وتيرته ووصل للهاوية قبل الموعد المحدد، وهوما بعثر أوراق بعض القادة فانسحبوا فور تيقنهم من الفشل , وفي المقابل ساهم (الحراك) في إعادة ترتييب أوراق قادة آخرين، واستبدالها بأخرى تليق بالمرحلة القادمة ، ليتمكنوا من التربع  لفترة أخرى في عروشهم الذهبية.

إن الربيع الحقيقي هو ربيع تزهر فيه الشعوب العربية، وتشرق فيه شمس الحرية، وتستنشق فيه الشعوب العربية قيمة الكرامة والديموقراطية وحقوق الإنسان …، وما  دامت هاته الشمس لم تشرق بعد، فلن نسمي ما حدث ثورة ، مالم يتحقق ما استطاعت الثورة الفرنسية تحقيقه , ولما لا نتجاوزه للأمام.

الشعوب العربية تحتاج لإرادة سياسية حقيقية، تترجم في إعطاء قيمة للمواطن ومنحه حقوقه والحفاظ على كرامته، نحن بحاجة لممارسة سياسية في ذاتها، ممارسة سياسية لا خداع فيها ولا مكر، يمارسها سياسي نبيل، أن تكون سياسيـا نبيلا وجب عليك أن تكون بطلا والبطل يموت في النهاية .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *