المغرب الأسود

صورة تجسد الفقر بإحدى الدول ، التقطت من طرف صحفية بإفريقيا

نعيش كل يوم بأمل جديد، أمل في أن نرى بلدنا أحسن وأفضل، نريد أن نرى شبابنا المعطل في وظائف تليق به وبمستواه، نريد أن نرى مرضانا يعالجون في مستشفيات وليس في حظيرة للحيوانات، نريد تعليما رفيع المستوى وليس تعليما فاشلا لايسير بالبلد قدما للأمام، نريد مغربا تكون فيه السلطات في خدمة المواطن فيحبها وليس سلطات تكسر عظامه فيتمنى لو يبيدها ،  نريد أن لا نفكر في الهجرة والاغتراب في بلدان الآخرين،  نريد مغربا يحس فيه الفرد بقيمته كشخص وكرامته كإنسان، نريدكم يا من تحكموننا أن تجعلوا أولويتكم هي إسعاد شعبكم وليس ملء جيوبكم ،لأنكم في خدمتنا إن كنتم قد نسيتم…

مغرب قد نهبت ثروات شعبه ومازالت، ثروات إن وزعت عليه جعلت عيشه كريما وحياته سعيدة، شعب إن نظرت في ملامحه قرأت فيها البؤس والتعاسة، شباب حلمهم الهجرة بعد أن رأو الظلام قد حجب آمالهم ، بلد سوداء قاتمة ، نهبوا كل شيء ، لم يتبق لهم سوى الهواء الذي نتنفسه ليبيعوه هو الآخر ، ولو وجدوا له سبيلا لفعلوا ذلك.

  أستغرب على الدوام الصمت القاتل والخوف الآسر اللذين يسيطران على شعب مقهور حتى النخاع، شعب مازال يفكر في تأمين خبز وزيت وشاي وكفى، ويزيد قائلا “الله يجعل الباركة”، إن كنتم تريد “الخبز وتاي” والعيش في شقاء طوال حياتكم، لا صحة ولا تعليم ولا عيش كريم لكم ولأبنائكم سأعلن انسحابي من بينكم وأقول لكم لست منكم .

  دولة مازلنا نرى فيها نساء يحملن على الحمير والبغال لمستشفى يتيم يبعد عشرات الكيلومترات، لتجد المرأة نفسها تلد فوق بغل أو حمار، مغرب تعزل فيه عائلات لشهور في مناطق نائية بسبب الثلوج فيموتون بسبب الجوع والبرد القارس، بلد لا قيمة فيه للأفراد يموتون كالحشرات و يضربون كالحمير، بلد تفني فيها عمرك في الدراسة لتجد عصا توجه إليك في أي موضع من جسدك  فقط لأنك تطالب بعمل …

  في بلدي “كلها يلغي بلغاه”، سكان الصحراء يعتبرون أنفسهم شعبا قائما بذاته، سكان الشمال هم الآخرون يتنفسون، يأكلون و يشربون مع إسبانيا كأنهم يعيشون في سجن المغرب وحريتهم  لا وجود لها سوى في الضفة الأخرى، أما الجهة المتبقية فهي تائهة لا تعرف لأي شق تنتمي، تفكيرهم مشتت وأحلامهم كذلك ، لا يعتبرون المغرب بلدهم ، لذلك وبسبب هاته التفرقة يتجرع الشعب البؤس والمرارة…، فلتبقوا في عوالمكم ولتتركوا لهم هاته البلاد الجريحة…

  هل سنبقى طوال عمرنا نجري وراء وهم الإصلاح والتغيير؟ إلى متى سيظل الشعب خائفا من التغيير الراديكالي بدعوى أن المغرب سيتفرق؟ فهل هو أصلا مجتمع ليتفرق؟ الشعب يريد، وهم يريدون، ولن يكون إلا ما أراده الشعب ، ستشتعل نيران الغضب، ويخرجون عن صمتهم القاتل، ويصيحوا بحناجرهم الذهبية : (…..) ، لكن ليس في المغرب بل في كوكب المريخ فقد سمعت أن شعب المريخ انقلب على حاكمهم …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *