الفن …

شجعي-ابنك-على-حب-الموسيقى (1)الفن إبداع بشري راق، إنه إلهام من الطبيعة، وحي إلهي لأصحاب النفوس الطيبة، إنه تجسيد لراهفة الذوق والإحساس، بالفن تسمو النفوس ، وبالفن تبدع العقول …

وأنا أصيخ السمع لموسيقى بيتهوفن، أحسست بتلك الأنغام تنساب متسللة لأعماق وجداني، وتخترق أعماق فؤادي لتثير إحساسا رائعا بدواخلي، إحساس رفعني لعوالم تسمو فيها الروح وتأبى أن تعود لحياة الصخب والدنس، إنها عودة لحالة الطبيعة حيث الطهر و النقاء والصفاء الروحي …

موسيقى صامتة ، استطاعت أن تحمل دلالات ومعاني إنسانية جمة، ورسائل كونية مختلفة، فبالموسيقى تتصل الشعوب رغم الإختلاف، قد تفرقنا السياسة ليجمعنا الفن …

إستمع لموسيقى هادئة وصامتة، ولتكن موسيقى بيتهوفن، أغمض عينيك، وتذوق الأنغام واستمتع بلذتها، حتما ستنقلك لعوالم لم تزرها من قبل بل لن تتمنى أن تغادرها، لا تدع الموسيقى تنتهي فقد تندم لعودتك …

الفن عموما رمز من رموز تقدم الحضارة، وسمة جلية من سمات رقي الفكر البشري، لا حضارة لمن لا فن له، ولا فن لمن لا حضارة له …، بينما تبني الدول الغربية حضاراتها لا بالتسلح وقمع شعوبها بل بالإبداع الفني الجمالي، تتفن دولنا المتخلفة في تعميق انحطاطها وتجذيره ومحاربة كل ألوان الفن والإبداع الحضاري بل وتخريبها …

لن ندخل في السياسة فهي تعكر علينا جمالية الفن، الفن ليس موسيقى وحسب، الأدب فن، الفلسفة فن، الرسم فن، الموضة فن، النحت فن، السينما فن أيضا …، قد لا نكون فنانين لكن هذا لا يمنع من أن نعشق الفن، أن نحبه، أن نكون سفراءه في كل مكان …

الفنان رسول يحمل رسالة السلام للبشرية، عبر أنغامه، لوحاته، تماثيله، رواياته …، هذا هو الفنان الحقيقي، الفن لم يكن أبدا في خدمة الحكام للهيمنة على الشعوب، الفن يعلمنا معنى الحرية ومعنى الإنسانية.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *