اللهم اسقنا “الديموقراطية” ولا تجعلنا من القانطين

اللهم اسقنا الديموقراطية

بعد أن صلى المغاربة صلاة الإستسقاء في كل ربوع الوطن المغربي، وبعد توالي دعوات أئمة المساجد عقب كل صلاة أن ينزل الله غيثا نافعا مباركا فيه، استجاب الله هذا الدعاء وأنزل عوض المطر أمطارا، وبدل الغيث أودية من الماء تجري بلا توقف …

بعد أن استعصى خلق تغيير حقيقي في المغرب، تغيير يعطي للمواطن قيمته كشخص وكرامته كإنسان، ويضمن له العيش الكريم ومناخا ديموقراطيا عادلا، لم يبق للمغاربة إلا أن يقوموا بما قاموا به عند طلبهم للغيث، وأن يجتمعوا في كل ربوع الوطن ليصلوا صلاة الديموقراطية والحرية، ويرفعوا أكفهم للسماء خاشعين مبتهلين، صادقين في قولهم رافعين دعواتهم وليمزجوها بشيء من البكاء فقد يشفق الله لحالهم وليقولو : ” اللهم اسقنا الديموقراطية ولا تجعلنا من القانطين” …

وليقلها الأئمة والمأمومين عقب كل صلاة، هذا إن أذنت لهم وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية الشريفة وسمحت لهم بذلك، وليرفعها الخطيب يوم الجمعة من فوق منبره الخشبي كما يرفع كل جمعة آيات الشكر والإمتنان لصاحب التاج والصولجان وذريته وكل من تبعهم إلى يوم الدين آمين …

” اللهم اسقنا الديموقراطية ولا تجعلنا من القانطين”، سيداومها المغاربة، عشرة أيام، عشرون، ثلاثون … أكثر، أقل، لا يهم، المهم أن السماء ستمطر ديموقراطية ذات يوم، وفي انتظار هذا اليوم سيداوم شعبنا المغربي الدعاء، وسيستيقظون كل صباح ليرفعوا رؤسهم التي بدأت تؤلمهم من شدة طأطأتها لسنوات خلت، لينظروا بعيونهم الكئيبة إلى السماء هل أوشكت أن تمطر قطرات أو سيولا من الديموقراطية لتجرف معها الأغلال التي ما زالت تقيدهم …

لأول مرة سيرفع المغربي رأسه، فقد داوم على طأطأته، لكن قبل أن يرفعه ليتأمل السماء التي ستحرره، سينظر يمنة ويسرة ليطمئن أن لا أحد من أصدقاء الأب المقدس قد رآه.

سيخرج الفقيه الذي سئم من الوصاية التدجينية التي يفرضها الأب المقدس، ويخرج المثقف الجبان الذي يستعرض كل يوم عضلاته على مريديه في قاعات الدرس، كما لن يتأخر الكادح عن موعده ولن يذهب هذا اليوم للعمل الشاق، وسيخرج الرعايا لرؤية السماء …، سيقف هو، هي، هم … يتفرجون ويضحكون من هذا المشهد الجميل، وسيطمئنون على مستقبلهم في وطنهم، فالأوضاع على أحسن ما يرام .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *