أرشيفات التصنيف: مجتمع

الدول العربية الأكثر فسادا في العالم

الدول اكثر فسادا

صدر مؤخرا تقرير جديد لمنظمة الشفافية الدولية يستعرض نسبة الفساد وترتيب دول العالم من الأقل فسادا والتي تتواجد في المراكز الأولى إلى الأكثر فسادا التي تصنف في مؤخرة القائمة، ومن طبيعة الحال فقد حظيت عدد من الدول العربية بشرف التربع في المراكز الأخيرة ضمن اللائحة التي ضمت 177 دولة، لتؤكد وفاءها الدائم للفساد بشتى أشكاله.

وجاءت بعض الدول العربية متقدمة على السودان التي جاءت في المركز الثالث قبل الأخير وتحديدا في المركز 173، مثل العراق الذي حل في المركز 170، وليبيا في المركز 166، واليمن في المركز 161، وسوريا في المركز 159، ودخلت هذه الدول  بين الدول العشر الأكثر فسادا في العالم.

واحتلت الجزائر المرتبة 100، ولبنان في المرتبة 136، بينما جاء المغرب في الرتبة 80 ، وقبله تونس في المركز 79 .

وتعتمد المنظمة المتواجد مركزها في العاصمة الألمانية برلين، على عدة مؤشرات علمية لتحديد درجة تفشي الفساد في بلد ما، وتعمل المنظمة بشكل مستقل، وتعتبر مرجعا ودليلا سنويا يعرض حجم انتشار الفساد بين الأحزاب السياسية والشرطة والنظام القضائي والخدمات العامة في جميع البلدان.

واستطاعت الدول الغربية مجددا أن تفرض زعامتها ضمن أكثر البلدان نزاهة في العالم، فاحتلت الدانمارك المرتبة الأولى عالميا إذ حصلت على 92 نقطة، متبوعة بنيوزيلاندا في المرتبة الثانية ب 91 نقطة .

المغرب الأسود

صورة تجسد الفقر بإحدى الدول ، التقطت من طرف صحفية بإفريقيا

نعيش كل يوم بأمل جديد، أمل في أن نرى بلدنا أحسن وأفضل، نريد أن نرى شبابنا المعطل في وظائف تليق به وبمستواه، نريد أن نرى مرضانا يعالجون في مستشفيات وليس في حظيرة للحيوانات، نريد تعليما رفيع المستوى وليس تعليما فاشلا لايسير بالبلد قدما للأمام، نريد مغربا تكون فيه السلطات في خدمة المواطن فيحبها وليس سلطات تكسر عظامه فيتمنى لو يبيدها ،  نريد أن لا نفكر في الهجرة والاغتراب في بلدان الآخرين،  نريد مغربا يحس فيه الفرد بقيمته كشخص وكرامته كإنسان، نريدكم يا من تحكموننا أن تجعلوا أولويتكم هي إسعاد شعبكم وليس ملء جيوبكم ،لأنكم في خدمتنا إن كنتم قد نسيتم…

مغرب قد نهبت ثروات شعبه ومازالت، ثروات إن وزعت عليه جعلت عيشه كريما وحياته سعيدة، شعب إن نظرت في ملامحه قرأت فيها البؤس والتعاسة، شباب حلمهم الهجرة بعد أن رأو الظلام قد حجب آمالهم ، بلد سوداء قاتمة ، نهبوا كل شيء ، لم يتبق لهم سوى الهواء الذي نتنفسه ليبيعوه هو الآخر ، ولو وجدوا له سبيلا لفعلوا ذلك.

  أستغرب على الدوام الصمت القاتل والخوف الآسر اللذين يسيطران على شعب مقهور حتى النخاع، شعب مازال يفكر في تأمين خبز وزيت وشاي وكفى، ويزيد قائلا “الله يجعل الباركة”، إن كنتم تريد “الخبز وتاي” والعيش في شقاء طوال حياتكم، لا صحة ولا تعليم ولا عيش كريم لكم ولأبنائكم سأعلن انسحابي من بينكم وأقول لكم لست منكم .

  دولة مازلنا نرى فيها نساء يحملن على الحمير والبغال لمستشفى يتيم يبعد عشرات الكيلومترات، لتجد المرأة نفسها تلد فوق بغل أو حمار، مغرب تعزل فيه عائلات لشهور في مناطق نائية بسبب الثلوج فيموتون بسبب الجوع والبرد القارس، بلد لا قيمة فيه للأفراد يموتون كالحشرات و يضربون كالحمير، بلد تفني فيها عمرك في الدراسة لتجد عصا توجه إليك في أي موضع من جسدك  فقط لأنك تطالب بعمل …

  في بلدي “كلها يلغي بلغاه”، سكان الصحراء يعتبرون أنفسهم شعبا قائما بذاته، سكان الشمال هم الآخرون يتنفسون، يأكلون و يشربون مع إسبانيا كأنهم يعيشون في سجن المغرب وحريتهم  لا وجود لها سوى في الضفة الأخرى، أما الجهة المتبقية فهي تائهة لا تعرف لأي شق تنتمي، تفكيرهم مشتت وأحلامهم كذلك ، لا يعتبرون المغرب بلدهم ، لذلك وبسبب هاته التفرقة يتجرع الشعب البؤس والمرارة…، فلتبقوا في عوالمكم ولتتركوا لهم هاته البلاد الجريحة…

  هل سنبقى طوال عمرنا نجري وراء وهم الإصلاح والتغيير؟ إلى متى سيظل الشعب خائفا من التغيير الراديكالي بدعوى أن المغرب سيتفرق؟ فهل هو أصلا مجتمع ليتفرق؟ الشعب يريد، وهم يريدون، ولن يكون إلا ما أراده الشعب ، ستشتعل نيران الغضب، ويخرجون عن صمتهم القاتل، ويصيحوا بحناجرهم الذهبية : (…..) ، لكن ليس في المغرب بل في كوكب المريخ فقد سمعت أن شعب المريخ انقلب على حاكمهم …

الوطن للجميع …

رسم كاريكاتوري لسام فلطسطيني

متى ستشرق شمسك أيها الوطن الكئيب؟

متى ستزول الضبابة السوداء المظلمة التي تحجب النور؟

متى ستزول غربتنا فيك أيها الوطن؟

 أقسى غربة يمكن أن يعيشها الإنسان هي الغربة في الوطن، وطن لا يحس فيه الفرد لا بقيمته كشخص ولا بكرامته كإنسان، وطن يتمنى فيه الحاكم أن يبيد الكادحين فهم مزعجون ووجدوا في هذا الوطن عن طريق الخطأ، حاكم يقول

” الوطن لي” وأنتم خدمي، وطن لا حق لك فيه سوى أن تدلي بصوتك يوم الإنتخابات المحددة سلفا نتائجها …

 لا حق لك في وطنك، تحس بالتيه والضياع، بالحيرة والدهشة أيضا، ماذا أفعل هنا كمن  ضل طريقه فاستعصى عليه الرجوع، وفقد من هول الصدمة وعيه،  فلم يعد يعرف لا من أين أتي ولا أين يسير …؟

أنعم الله على أوطاننا بخيرات وثروات طبيعية كثيرة ومتنوعة، تكفي لتجعل الشعب يعيش عيشة كريمة وتضمن له مواطنته وحقوقه الطبيعية التي لم يرها منذ وجد نفسه غريبا في هكذا وطن، احتكار ثروات الوطن يجعل فئة عريضة من الشعب تعيش الإقصاء والتهميش و اللاعدالة اجتماعية…، وتكرس الطبقية والفقر والقهر المعنوي والمادي …

إن الديموقراطيات العريقة، تجعل ثروات بلدناها في خدمة شعوبها، فالثروات توزع عن طريق تسهيل الولوج للمرافق الصحية والتعليمية والإقتصادية، وضمان استفادة كاملة وغير مشروطة لكل مواطن كائن ما كان، بلا تمييز ولا إقصاء، وخلق مشاريع حقيقية تضمن دخلا كريما للمواطنين وتضمن حقهم في الشغل …

إنها بلدان تعي جيدا أن ببناء الشعوب نبني الحضارات، تدبير سليم للموارد يجعل الإنسان يحس بأن له قيمة في وطنه، فيستشعر وطنيته ويدافع عنها باستماتة …

الوطنية ليست مجرد كلمة عابرة، الوطنية تبنى، وبناؤها رهين بمدى ديموقراطية الدولة، فالوطنية لا ترتبط بالشعب، بل تبدأ من الحاكم إلى آخر مواطن …، وطنية الحاكم تتجلى في مدى حبه لشعبه ووطنه، تتجسد وطنية الحاكم في تسخيره لثروات الوطن لخدمة الشعب والرقي به، وطنية الحاكم تقتضي منه أن لا يحتكر لنفسه خيرات البلد، وطنية الحاكم تلزمه بأن يحب لأبناء الشعب ما يحبه لأبنائه، والوطنية فعل صادق ينعكس إيجابا على أفراد الشعب، وليس خطابات رنانة سئمها الكبير والصغير …

 لا تطالب أحدا بأن يكون وطنيا وأنت لا تمث للوطنية بصلة، حب الوطن شيء والوطنية التي تريدونها شيء آخر، الوطن بريء منكم والوطنية أيضا بعيدة عنكم، نحس اليوم بالغربة، وغدا سنسترجع أوطاننا … الوطن ليس ملكا لأحد، فالوطن للجميع.