الوطن للجميع …

رسم كاريكاتوري لسام فلطسطيني

متى ستشرق شمسك أيها الوطن الكئيب؟

متى ستزول الضبابة السوداء المظلمة التي تحجب النور؟

متى ستزول غربتنا فيك أيها الوطن؟

 أقسى غربة يمكن أن يعيشها الإنسان هي الغربة في الوطن، وطن لا يحس فيه الفرد لا بقيمته كشخص ولا بكرامته كإنسان، وطن يتمنى فيه الحاكم أن يبيد الكادحين فهم مزعجون ووجدوا في هذا الوطن عن طريق الخطأ، حاكم يقول

” الوطن لي” وأنتم خدمي، وطن لا حق لك فيه سوى أن تدلي بصوتك يوم الإنتخابات المحددة سلفا نتائجها …

 لا حق لك في وطنك، تحس بالتيه والضياع، بالحيرة والدهشة أيضا، ماذا أفعل هنا كمن  ضل طريقه فاستعصى عليه الرجوع، وفقد من هول الصدمة وعيه،  فلم يعد يعرف لا من أين أتي ولا أين يسير …؟

أنعم الله على أوطاننا بخيرات وثروات طبيعية كثيرة ومتنوعة، تكفي لتجعل الشعب يعيش عيشة كريمة وتضمن له مواطنته وحقوقه الطبيعية التي لم يرها منذ وجد نفسه غريبا في هكذا وطن، احتكار ثروات الوطن يجعل فئة عريضة من الشعب تعيش الإقصاء والتهميش و اللاعدالة اجتماعية…، وتكرس الطبقية والفقر والقهر المعنوي والمادي …

إن الديموقراطيات العريقة، تجعل ثروات بلدناها في خدمة شعوبها، فالثروات توزع عن طريق تسهيل الولوج للمرافق الصحية والتعليمية والإقتصادية، وضمان استفادة كاملة وغير مشروطة لكل مواطن كائن ما كان، بلا تمييز ولا إقصاء، وخلق مشاريع حقيقية تضمن دخلا كريما للمواطنين وتضمن حقهم في الشغل …

إنها بلدان تعي جيدا أن ببناء الشعوب نبني الحضارات، تدبير سليم للموارد يجعل الإنسان يحس بأن له قيمة في وطنه، فيستشعر وطنيته ويدافع عنها باستماتة …

الوطنية ليست مجرد كلمة عابرة، الوطنية تبنى، وبناؤها رهين بمدى ديموقراطية الدولة، فالوطنية لا ترتبط بالشعب، بل تبدأ من الحاكم إلى آخر مواطن …، وطنية الحاكم تتجلى في مدى حبه لشعبه ووطنه، تتجسد وطنية الحاكم في تسخيره لثروات الوطن لخدمة الشعب والرقي به، وطنية الحاكم تقتضي منه أن لا يحتكر لنفسه خيرات البلد، وطنية الحاكم تلزمه بأن يحب لأبناء الشعب ما يحبه لأبنائه، والوطنية فعل صادق ينعكس إيجابا على أفراد الشعب، وليس خطابات رنانة سئمها الكبير والصغير …

 لا تطالب أحدا بأن يكون وطنيا وأنت لا تمث للوطنية بصلة، حب الوطن شيء والوطنية التي تريدونها شيء آخر، الوطن بريء منكم والوطنية أيضا بعيدة عنكم، نحس اليوم بالغربة، وغدا سنسترجع أوطاننا … الوطن ليس ملكا لأحد، فالوطن للجميع.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *